لماوصف أبو داؤد حديث همام منكرا ،وهل هو يلائم به أم لا؟
حدثنا نصر بن علي، عن أبي علي الحنفي، عن همام، عن بن جريج، عن الزهري، عن أنس قال: " كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه".
قال أبو داود: هذا حديث منكر، وإنما يعرف عن بن جريج، عن زياد بن سعد ،عن الزهري ،عن أنس، أن النبي صلى الله عليه و سلم اتخذ خاتما من ورق ثم ألقاه، والوهم فيه من همام، ولم يروه إلا همام.
كيف وصف أبو داود هذا الحديث منكرا؟
مع أن تعريفا المنكر اللذان بينه بن حجر في شرح نخبة الفكر لم ينطبق عليه!
فتعريفه الأول:-هو الحديث الذي رواه الضعيف مخالفا لما رواه الثقة.
وهمام ثقة.فلا ينطبق عليه هذا التعريف.
والثاني:-هو الحديث الذي رواه من فحش غلطه، أو كثرت غفلته، أو ظهر فسقه.
هذا التعريف أيضا لم ينطبق على إنكاره حديث همام،لكون همام ثقة ضابطا.
فما هو وجه نكارته؟
نعم سأذكرلكم سبب نكارته حديث همام.
فأقول لكم قولا جديدا لم أعثر على أحد قال به، ولم يسبب قول أبي داود بهذا التعريف.
إن نكارة أبي داود لحديث همام كان لتعريف ثالث.
وهو تعريف أحمد بن هارون البرديجي (متوفى٣٠١)الذي رواه بن الصلاح(متوفى ٦٤٣) في مقدمته في النوع الرابع العشر،
فقال:-
المنكر:-أنه الحديث الذي ينفرد به الرجل، ولا يعرف متنه من غير روايته، لا من الوجه الذي رواه منه ولا من وجه آخر. فأطلق البرديجي ذلك ولم يفصل.
فأبو داود جعله منكرا على نهج هذا التعريف.
وزعم أن همام تفرد بهذه الرواية،
وما هي الحقيقة؟
هل همام متفرد به أم له من متابع؟
نعم وجدنا له متابعَين من بن جريج.
ذكر بن أبي شيبة في المصنف،
متابعة يحيى بن المتوكل.
ويحيى بن المتوكل وثقه ابن حبان وقال : يخطئ وقال عنه ابن معين : لا أعرفه قال ابن حجر : متابعة يحيى قد تفيد لكن قول ابن معين لا أعرفه أراد به جهالة عدالته لا جهالة عينه ...
وتابعه :
يحيى بن الضريس أخرجه أو ذكره الدارقطني في العلل [ وهي ليست عندي ] الرجاء من كانت عنده أن يذكر ذلك.لأنه ثقة لكن لا أعرف الإسناد إليه قال ابن القيم : فينظر الإسناد إليه .
فلنكارة أبي داود لم يخلو مجالا.
وبالأكثر يطلق عليه اسم الحسن لغيره، لكثرة شواهده ومتابعه.
أو يطلق اسم الضعيف،لوهم همام،و تدليس بن جريج.
والله أعلم بالصواب ....
شكرا لكم إخواني على قراءتكم رسالتي هذه.
أخوكم في الله،
معاذ الجهني.
جزاك الله خيرا على ما أفدتنا من خدمتك الوافرة.
উত্তরমুছুনوإياكم أخي الكريم
মুছুন